قلت: أهذه سنة سننتموها في هذه الحاضرة من حواضر الإسلام، أم هي هدي
تلقاه سلفكم عن خلفكم؟
قال: بل هي هدي تلقاه سلفنا عن خلفنا.. لقد كانت الأمة جميعا، وإلى
فترة قريبة لا تعرف في العلم إلا هذا الهدي[2] إلى أن غزتها شلة المراهقين،
فحولت مدارسها إلى مدارس المشاغبين.
قلت: ولكني أرى أن مدراس المشاغبين أكثر تطورا من هذه المحاضر التي
أراها في هذه المدينة؟
قال: نعم هي أكثر منها تطورا في العمران.. ولكنها أعظم انحدارا في
الإنسان.
قلت: فلم لم تجعلوها متفوقة في العمران؟
قال: لقد قعدت بنا الفاقة دون ذلك.. ثم إنا رأينا أن أكثر ما في ذلك
العمران ترف، ولا
[1] استفدنا
الكثير من الآداب التي نذكرها من كتاب (آداب العلماء والمتعلمين)، الحسين ابن
المنصور اليمني، وغيرها من المراجع الكثيرة في هذا الباب.
[2] ويدل
لهذا كثرة ما ألف في هذا الباب من متون وشروح ومؤلفات، ومن بينها (الجامع) و(الفقيه
والمتفقه) كلاهما للخطيب البغدادي، و(تعليم المتعلم طريق التعليم) للزرنوجي،
و(آداب الطلب) للشوكايى، و(أخلاق العلماء) للآجري، و(آداب المتعلمين) لسحنون،
و(الرسالة المفصلة لأحكام المتعلمين) للقابسي، و(تذكرة السامع والمتكلم) لابن
جماعة.. وغيرها كثير.