التواضع والبساطة.
لكنه دعاني، وقال: مرحبا بك في بلدك، وأمام أهلك.. ومبارك لك تخرجك من مدرسة الحوار الغزالية، فقل من يتخرج من تلك المدرسة هذه الأيام.
قلت: كيف عرفت ذلك؟.. أنا لم أر أحدا لأخبره.
قال: ألم ينبهك الراعي إلى أن لا تسأل مثل هذه الأسئلة؟
قلت: أجل.. وأعتذر إليك.. لاشك أنك صاحبي الرابع الذي أرشدني إليه معلم الهداية.
قال: أنا أحدهم.. فكل من تراه في هذه المدينة ورثة من ورثة الهدي النبوي في التعليم.. ولذلك ترى بركاته علينا معشر الشناقطة.
قلت: بمن أبدأ منكم.. فإني الآن في متاهة..
قال: بي تبدأ.. وبي يبدأ كل طلبة العلم في هذه الحاضرة من حواضر الإسلام.
قلت: لم؟
قال: أنا الذي أكسو الطلبة حلة أهل العلم.. ولا يمكن للطالب الذي لم يكتس بهذه الحلة أن يقبله أي معلم في هذه المدينة.
قلت: أعمامة هي تلك الحلة، أم قميص؟.. وهل تشبه حلة الأزهر، أم تشبه حلة القرويين؟.. أم تراها تشبه تلك الحلة التي أهداها الصالحي لمحمد الوارث[1]؟
قال: هذه الحلة هي حلة سيد المرسلين.. فلا يمكننا أن نلقن طالبا أي علم من العلوم ما لم يتحل بتلك الحلة المباركة.
قلت: فأين وجدتموها؟
[1] ذكرناها في رسالة [النبي الإنسان]