responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 192

قال: ألا ترون كيف حاوره الله تعالى[1]، فبدأ بسؤاله عن سر تصرفه، ثم لما طلب منه النظرة أمهله؟

قلنا: أجل.. ذلك واضح.

قال: أرأيتم لو أن إبليس بدل أن يقول:﴿ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴾ (لأعراف: 12)، قال: (يا رب.. لقد عظم علي أن أسجد لغيرك، فاغفر لي إن كنت قد أخطأت)[2]

قلنا: لو قال ذلك ما كان إبليس إبليسا.

قال: أتقصدون أنه لو قال ذلك لم يطرد من رحمة الله.

قلت: أجل.. وفي السنة ما يدل على ذلك.. ففي الحديث قال رسول الله a:(إن عبدا من عباد الله آتاه الله مالا وولدا، فذهب من عمره عمر وبقي عمر، فقال لبنيه: أي أب كنت لكم؟ قالوا: خير أب، قال: إني والله ما أنا بتارك عند أحد مالا كان مني إليه إلا أخذته أو تفعلون بي ما أقول لكم، فأخذ منهم ميثاقا، قال: أما الأول، فانظروا إذا أنا مت، فأحرقوني بالنار، ثم اسحقوني، ثم انظروا يوما ذا ريح، فأذروني لعلي أضل الله، فدعي واجتمع، فقيل: ما حملك على ما صنعت؟ قال: خشية عذابك، قال: استقل ذاهبا فتيب عليه[3].

فإن هذا الرجل تصور أنه قادر على إضلال الله، ولكنه في حواره مع الله تأدب، وأبدى حجته في تواضع وعبودية، فغفر له.


[1] اعتبر العلماء حوار الله تعالى مع إبليس مناظرة، قال الرازي:( دلّت المناظرات المذكورة في القرآن بين الله تعالى وبين إبليس على أنه تعالى كان يتكلم مع إبليس من غير واسطة، فذلك هل يسمى وحياً من الله تعالى إلى إبليس أو لا، الأظهر منعه، ولا بد في هذا الموضع من بحث غامض كامل) التفسير الكبير: 27/619.

[2] روي أن إبليس استشفع بموسى u إلى ربه أن يتوب عليه فشفع، فقال: يا موسى إن سجد لقبر آدم، فأعلمه، فقال بعد أن أظهر الغضب: لم أسجد له حيا فكيف أسجد له ميتا.

[3] رواه أحمد والحكيم والطبراني في الكبير عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده.

نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 192
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست