قال: بل لن يصلحه إلا الحوار.. فالحوار هو الكشاف الذي تكشف به
الجواهر عن معدنها، ولا يمكن التعامل مع الجواهر قبل التعرف على معدنها.
قلت: إذن أفتضح؟
قال: لا يصلح إلا من افتضح.. ألا ترى أن المريض لا يتعرف الطبيب على
دوائه إلا بعد أن يفضح داءه؟
قلت: صحيح ذلك..
قال: فلذلك نحن نكشف عن الجواهر بالقيل والقال، والجواب والسؤال، لا
بالمراء والجدل.
قلت: إن هذا ما ذكره لي معلم الهداية.. فهل فمك هو الفم الثالث؟
قال: إن كان الفم الثالث هو فم المحاور، ففمي هو ذلك الفم.
قلت: فهل تأذن لي أن أصحبك لأتعلم منك هذا الفم؟
قال: آذن لك في أن تتعلم في هذه المدرسة.. فهذه المدرسة مدرسة الحوار..
أسستها بعد جدي لأعلم الدعاة إلى الله السائرين على قدم النبي a كيف يحاورون، وفيم يحاورون، ولم
يحاورون.
قلت: فما شروط التسجيل فيها.. فأنا لست من هذه البلاد؟
قال: الصدق والطهارة والهمة العالية.
قلت: فما الشهادة التي تسلم لطلبة هذه المدرسة؟
قال: وراثة النبوة في فنون الحوار.
قلت: ما أعظمها من شهادة.. وأنا ـ من الآن ـ أتشرف بأن أنضم إلى هذه
المدرسة.. فما أقسامها؟
قال: أربعة.. لا يمكن للأقسام إلا أن تكون أربعة.. ألم تر أن جدي أبا
حامد أسس إحياءه