responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 154

قال: بل المدرسة نفسها لا تزال موجودة.. وأنا الذي تراني أمامك طالب من طلبتها.

قلت: فمن أستاذها؟

قال: الغزالي[1]..

قلت: ما بك يا رجل.. الغزالي طوت جسده السنون..؟

قال: ولكن علمه وما تركه لم تطوه السنون.. هو لا يزال حيا نابضا بالحياة.

قلت: فأنت تتملذ على كتبه؟

قال: أنا أتتلمذ على رجل من أحفاده.. لكأنه الغزالي نفسه عاد للحياة من جديد.

قلت: فأسرع بي إليه.. فما أشد شوقي لأن أجلس بين يدي الغزالي، وأتعلم منه.

سار بي الرجل إلى مدرسة جمعت بين القديم والحديث.. وبين الأصالة والمعاصرة.. لست أدري هل كانت عتيقة، فرممت، فصارت حديثة بترميمها، أم أنها أنها حديثة طليت ببعض مظاهر القديم.. فصارت تجمع بين القديم والحديث؟

دخلت إليه، فاستقبلنا رجل عليه سيما الورثة، قال لي صاحبي: هذا هو الغزالي..

لم أدر إلا وأنا أسرع إليه، وأقبل يديه، فابتسم، وقال: هل جئت لتتعلم الحوار؟

قلت: أنا جئت لأتلقى، لا لأجادل.. فمن جلس أمام الغزالي لم يصلحه إلا الصمت.


[1] نشير به إلى أبي حامد الغزالي (450 - 505هـ، 1058 - 1111م) الملقب بحجة الإسلام، وهو محمد بن محمد بن محمد، أبو حامد الغزاليّ وُلِدَ في طُوس، وفقد أباه صبيًّا، فرباه وصيٌّ صوفي فترة من الزمن، ثم وضعه في مدرسة خيرية يعيش ويتعلم. أتى نيسابورَ، وتعلَّم التصوف على الفرامدي، والفقه والكلام على إمام الحرمين، ثم أتى مجلس نظام المُلك، حيث أقام ست سنوات، عيّنه بعدها الوزير أستاذًا في نظامية بغداد. درّس في بغداد أربع سنوات (484-488هـ) مرّ أثناءها بشكوك وألف كتابين هما: مقاصد الفلاسفة؛ حيث عرض فلسفة الفارابي وابن سينا، وتهافت الفلاسفة، حيث انتقد هذه الفلسفة. ترك بغداد، وتفرغ للخلوة عشر سنوات، عاد بعدها إلى التعليم في نيسابور. اعتزل التعليم بعد سنة 500 هـ، 1106م وأسس مدرسة وخانقاه.

وقد اخترناه لهذا الفصل باعتباره من أئمة الحوار الكبار وأعلامه والدعاة إليه.

نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست