في اليوم الرابع سرت مع الأمير إلى محال مختلفة، ومن العجيب أني لم
أره في تلك المحال جميعا ينطق بشيء إلا بما ورد في أحاديث رسول الله a من جوامع الحكمة.
سأكتفي بأن أذكر لك بعض ما قاله باختصار[1] لترى مدى عظمة الهدي الذي جاء
به نبينا a:
رأى رجلا، فحدثه بقوله a: (اعزل الاذى عن طريق المسلمين)[2]
ورأى آخر، فحدثه بقوله a:(إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر
مغالبيق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله
مفاتيح الشر على يديه)[3]
ورأى آخر، فحدثه بقوله a: (إن الله تعالى محسن فأحسنوا)[4]
ورأى آخر، فحدثه بقوله a: (إن الله تعالى يحب أن يعمل بفرائضه)[5]
ورأى آخر، فحدثه بقوله a: (إن الله تعالى يحب معالى الامور وأشرافها، ويكره سفسافها)[6]
ورأى آخر، فحدثه بقوله a: (إن الله تعالى يقول يا ابن آدم ! تفرغ لعبادتي أملا صدرك
[1] حاولنا
أن نجمع هنا أكبر قدر من النصوص في جوامع كلمه a، والتي تصنف في أبواب
الحكم، وقد اكتفينا بذكرها دون شرحها، لأن لكل منها محله الخاص به.