القص بما ورد في غيرها؟
قال: لا.. ومعاذ الله أن أضيق ما وسع الله..
قلت: فهل يمكن وضع القصص كما يفعل الروائيون؟
قال: أجل.. ولابد من ذلك.. فلا يحق لمسلم يجد وسيلة يدعو بها إلى ربه، ثم يفرط فيها.
قلت: ولكنه يكذب بذلك.. لأنه يحكي شيئا لم يوجد.
قال: لو حكاه باعتباره وقع بالفعل كان كاذبا.. لكنه إن حكاه باعتباره حكاية موضوعة فلا حرج عليه في ذلك.
قلت: لقد نظر البعض إلى القصص التي ذكرها القرآن الكريم بهذا الاعتبار، فتصوروا أنها مجرد حكايات موضوعة للتربية ولا حظ لها من الوجود الواقعي.
قال: كذبوا.. ألم يقرأوا قوله تعالى:﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ﴾ (الكهف: 13)؟
ألم يقرأوا قوله تعالى:﴿ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ﴾ (آل عمران:44)؟
ألم يقرأوا قوله تعالى:﴿ تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (هود:49)؟
ألم يقرأوا قوله تعالى:﴿ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ﴾ (يوسف:102)؟
المثل
في اليوم الثاني سرت مع الأمير إلى مجلس من المجالس، وكان ذلك المجلس ـ كسابقه ـ مكتظا بالحضور، وكلهم ـ مثل من قبلهم ـ شوق ولهفة لسماعه.. ولكن الفرق بين