لخرجوا من الوضع الذي هم فيه إلى وضع أحسن وأكمل..

سأضرب لك مثالا على ذلك.. في الأسبوع الماضي اشتريت سلعة بألف دينار.. ولم يمض يوم على شرائي لها حتى ارتفع سعرها في الأسواق العالمية عشرات الأضعاف.. فرحت لذلك فرحا كثيرا.. ولكني ما إن رأيت بائعها، وهو يعض أصابع الندم، حتى امتلأت حسرة، وتصورت أني في موقفه.. فما تراني أفعل في مثل هذه المواقف؟

قال: سأقص عليك قصة قصها علينا رسول الله a.. وافهم منها ما بدا لك.. لقد حدثنا رسول الله a عمن قبلنا من الأمم، فقال: اشترى رجل من رجل عقارا له، فوجد الرجل الذي اشترى العقار في عقاره جرة يها ‌ذهب، فقال له الذي اشترى العقار: خذ ذهبك مني، إنما اشتريت منك الأرض ولم أبتع الذهب ‌، وقال الذي له الأرض: إنما بعتك الأرض وما فيها فتحاكما إلى رجل، فقال الذي تحاكما إليه: ‌ألكما ولد؟ قال أحدهما: لي غلام، وقال الآخر لي جارية فقال: أنكحوا الغلام الجارية وأنفقوا ‌على أنفسهما منه وتصدقوا[1].

قال الرجل: وعيت القصة.. ولكني لم أقدر على تنزيلها على حالتي.

قال (الأمير): النبي a في هذه القصة يحضنا على الأمانة والرحمة والعدالة.. فلا ينبغي للكريم السمح أن يكون أنانيا حريصا.. بل يحاول أن يشرك غيره..

وأنا أرى أن تشرك هؤلاء في بعض ما يرزقك الله به من المكاسب..

قال الرجل: بورك فيك.. نعم.. لا ينبغي لي أن أكون أنانيا.. ولا حريصا.. لقد استفتيت الفقهاء، فأفتوني.. ولكن قلبي لم يطمئن.. فلذلك سآخذ بما ذكرت.

علوم:

قام رجل من الجمع، وقال: أنا رجل حبب الله إلي العلم.. فأنا أنهل منه، ولا أكاد أشبع..

[1] رواه البخاري ومسلم.