الزاهد: الذي تبرجت له الدنيا بكل محاسنها، فلم يلتفت لها،
بل خير بين أن يكون نبيا ملكا، أو نبيا عبدا، فاختار العبودية على الملك.
العالم: الذي اجتمع له من العلوم والمعارف في جميع ميادين
الحياة وتخصصاتها ما لم يجتمع لأحد قبله ولا بعده، ولا زالت آثار علومه منبعا عذبا
للحقيقة تستقي منه كل الأزمنة.
الإمام: الذي استطاع إخراج البشر من الجهالة إلى العلم، ومن
الجور إلى العدل، ومن البهيمية إلى الإنسانية، ولا يزال المنهج الذي جاء به سليما
غضا طريا يمكنه أن يؤدي هذه الوظيفة في أي وقت، ولمن شاء.
القائد: الذي وضع منظومة سياسية وإدارية وقضائية وأمنية
شاملة لكل الحالات، ممتلئة بالعدالة والقيم الصالحة لكل زمان ومكان.
الطبيب: الذي علمنا كيف نحفظ صحتنا في جميع مناحيها.. وعلمنا
كيف نعالج أنفسنا بعيدا عن الدجل والخرافة التي كانت منتشرة، ووصف لنا فوق ذلك
وصفات صحية غاية في النفع.
البشر: الذي اكتملت فيه نواحي البشرية جمالا وكمالا.. وأعطى
في سلوكاته البشرية أحسن الأمثلة عن الإنسان في قمة كماله وجماله وأدبه.
الرسول: الذي اختاره الله من بين خلقه جميعا، ليؤدي تلك
الوظيفة العظيمة، وظيفة الوساطة بين الله وخلقه.. ولذلك هيأ له من الأجواء، ووفر
له من البراهين ما لا يمكن لأحد أن يقف في وجهه.
هذه هي الفصول العشرة التي تحتوي عليها هذه الرواية .. والتي
أدى دور البطولة فيها ورثة صادقون مخلصون لربهم ولنبيهم.. وممتلئون فوق ذلك عشقا
ومحبة أورثتهم تلك الوراثة العظيمة.