responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 553

قال: الحمد لله.. لقد خشيت أن تفوتنا صلاة الفجر في المسجد.. فقد وردت الأحاديث الكثيرة في فضل ذلك.

ثم قال يخاطبني: عساك نمت نوما هادئا.

قلت: الحمد لله.. لقد نمت نوما طيبا.

قال: وأنا مثلك.. نسأل الله أن يتم علينا نعمته، وأن يغفر لنا تقصيرنا في حق الليل، فقد قال تعالى:﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً﴾ (الفرقان:62)، نسأله ـ تعالى ـ أن يجعلنا من الذين قال فيهم:﴿ كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ﴾ (الذريات:17)

لم أخبره بما رأيت منه خشية أن أحرجه بذلك.. فقد كان يحاول ستر أحواله وأعماله، ويحاول ألا يظهر إلا بمظهر الإنسان البسيط المقصر.

في الوقت الذي قررت فيه أن أخرج من دمشق أخبرته بذلك، فقال: أرجو أن لا أكون قد قصرت في حقك.

قلت: لا.. فأنت ـ بحمد الله ـ أكرمتني غاية الكرم.

أخرج حلة كاملة من تلك الحلل التي اشتراها، وقال لي: هذه الثياب مفصلة على الثياب التي كان يلبسها رسول الله a.. وهي هدية مني لك.. ولكني لا آذن لك في لبسها إلا بعد أن تقتنع اقتناعا تاما بأن محمدا a هو الإنسان الكامل، وهو واسطة الهداية الأكبر بين الله وعباده، وأنه لا يمكن لأحد أن يدخل حضرة الله حتى يمر على حضرته.

قلنا للوارث: أين هي تلك الحلة؟

قال الوارث: هي هذه التي ترونني ألبسها.. إنها أعظم حلة لبستها في حياتي.

قلت: متى لبستها؟

قال: بعد أن اقتنعت اقتناعا تاما بأن محمدا هو رسول الله، وهو واسطة الهداية الأكبر

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 553
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست