إذا جد الجد كان الصخرة التي يتحطم
عليها كل جبار عنيد.
ولهذا، فإنه يطلب من المسلمين أن يكونوا
على حذر في وقت السلم، حتى لا يؤاخذوا على غرة.. ويدعو المسلمين إلى الاستشهاد من
أجل عزة الإسلام، ولا يعدل الجهاد في سبيل الله مال، ولا ولد، ولا والد ولا عشيرة،
ولا أهل.
لقد تعلمنا من المعارك التي خاضها
المسلمون، وانتصرت فيها الجيوش الإسلامية.. سواء في غزوة بدر أو أحد، أو الخندق ..
أن الوسائل المادية ليست وحدها هي التي تفصل في المعارك، ولا يوجد ما يصون
الاستعداد العسكري إلا العقيدة؛ لأنها هي التي تربط القلوب بالله، وتصل قوة
المجاهدين بالقوة الكبرى التي لا تغلب..
ولو انتظر المسلمون في غزوة بدر الكبرى،
حتى تتكافأ قوتهم، وقوة خصومهم، ما قامت للمسلمين قائمة.. إنما القلة المؤمنة
بعقيدتها.. استعدت بقدر ما استطاعت، ثم خاضت المعركة فكان فيها الفرقان..
لقد خطب عبد الله بن رواحة في جنده
يشجعهم على لقاء العدو، حينما فزعوا من كثرة عَدده، وعُدده في غزوة مؤتة فقال: (يا
قوم إن التي تكرهونها لهي الشهادة التي خرجتم تطلبونها، والله ما كنا نقاتل الناس
بكثرة عدد، ولا بكثرة سلاح، ولا بكثرة خيول، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي
أكرمنا الله به.. انطلقوا، فوالله لقد رأيتنا يوم بدر ما معنا إلا فرسان، ويوم أحد
ما معنا إلا فرس واحد.. انطلقوا، فإنما هي إحدى الحسنيين، إما ظهور عليهم فذلك
ماوعدنا الله ورسوله، وليس لوعده خلف..وإما الشهادة فنلحق بالإخوان، نرافقهم في
الجنان)
فمن أراد منكم أن يكون وارث الجندية من
رسول الله a فعليه أن يتحلى بالمبادئ
العظيمة التي كان رسول الله a
يأمر بها جنده.
قال جندي من الجنود: كلنا يحب أن يكون
ذلك الوارث.. فما هي أخلاق جنود رسول الله؟