responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 157

ثانيا ـ العابد

بعد أن خرجت من القدس قصدت بلدة بالعراق يقال لها (كربلاء).. وفيها التقيت الوارث الثاني الذي تعلمت منه حقيقة العبودية لله.. بل رأيتها تمشي أمامي وبين يدي.

ومعها علمت علما يقينيا لا يزاحمه الشك بأن محمدا a هو أكمل خلق الله عبودية لله، وأنه لو اجتمعت جميع عبودية العابدين، ووزنت بعبودية محمد a لله لوزنتها عبودية محمد a.. ولذلك استحق أن ينادى في أشرف المواطن (عبد الله)

كان اسم الوارث الذي تشرفت بلقائه، والتعلم على يديه هذه العلوم الشريفة (زين العابدين)[1]

وكان أول موقف دلني عليه، وهداني إليه.. أني دخلت ميضأة في بعض المساجد للوضوء، فرأيت النور يشع منه كما يشع من الشمس ليس دونها حجاب.. وفجأة رأيت رعدة أصابته، فاقتربت منه، وقلت له: ما بالك.. يا أخي.. هل أنت مريض؟

نظر إلي، والرعدة لا تزال تملك جسده، وقال: لا.. ولكن أتدري بين يدي من أريد أن أقوم[2]؟

لقد كانت كلماته تبرز من بحر عميق حشي بأعظم لآلئ الإيمان..

حدثني نفسي أن أتبع هذا الرجل.. فلعله من الورثة الذين يمكنني أن أعرف من خلال مرائيهم محمدا..


[1] أشير به إلى علي بن الحسين فقد كان كلقبه (زين العابدين)

[2] الحادثة كما رواها عبد الرحمن بن حفص القرشي قال: كان علي بن الحسين إذا توضأ يصفرّ فيقول له أهله: ما هذا الذي يعتادك عند الوضوء؟ فيقول: تدرون بين يدي من أريد أن أقوم؟

وعن عبد الله بن أبي سليم قال: كان علي بن الحسين إذا مشى لا تجاوز يده فخذه، ولا يخطر بيده، وكان إذا قام إلى الصلاة أخذته رعدة، فقيل له: مالك؟ فقال: ما تدرون بين يدي مَن أقوم ومن أناجي؟

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 157
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست