من المسلمين.
قلت: فكيف نجوت أنت.. وقد كنت صاحبه؟
قال: لقد أنجاني من سيوفهم كوني لم أسلم بعد.. بعد أن قبضوا علي ليطعنوني بسيوفهم صحت فيهم: أنا كافر ولست مسلما.
قلت: فكيف نجوت منهم، وقد قلت هذا؟
قال: عمدا فعلت..
قلت: فماذا فعلوا؟
قال: لقد قرأ لهم بعضهم قوله تعالى:﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ﴾ (التوبة:6)
فلما قرأها سقط السيف من يد الذي أراد أن يقتلني.. ثم أسمعوني بعض القرآن.. ثم أبلغوني مأمني.
قلت: لقد أشفقوا عليك، فكيف لم يشفقوا على جعفر؟
قال: لقد ذكرت لك أن لهم عقولا مشوشة.. ولا يمكن للعقول المشوشة أن يصدر منها إلا التشويش.