نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 97
انتفض، وقال: يستحيل ذلك.. يستحيل ذلك..
قلت: ولكني لا أزال أراك على دينك.. كيف هذا؟
صمت قليلا، ثم قال: لن أحدثك عن نفسي.. سأذكر لك ما قال (اللورد
هدلي).. وافهم أنت ما تشاء.
قلت: أعرفه.. فما قال؟
قال: لقد قال: (إنني أعتقد أن هناك آلافاً من الرجال والنساء أيضاً،
مسلمون قلباً، ولكن خوف الانتقاد والرغبة في الابتعاد عن التعب الناشئ عن التغيير،
تآمروا على منعهم من إظهار معتقداتهم)
قلت: لكن (اللورد هدلي) أظهر إسلامه، وتحدى كل من وقف في
طريقه.. وقد كان لإسلامه ضجة كبيرة، وذلك لمكانته بين قومه، وعلو قدره العلمي، وقد
حج بيت الله الحرام، ومر في طريقه بالإسكندرية، فأقام له أهالي الثغر حفلة كبيرة
برعاية الأمير عمر الطوسوني، وبرئاسة الشيخ عبد الغني محمود شيخ علماء الإسكندرية
آنذاك.
قال: لقد قال في سبب اعتناقه الإسلام: (عندما كنت أقضي ـ أنا
نفسي ـ الزمن الطويل من حياتي الأولى في جو الكنيسة كنت أشعر دائماً أن الدين
الإسلامي به الحسن والسهولة، وأنه خلو من عقائد الرومان والبروتستانت، وثبتني في
هذا الاعتقاد زيارتي للشرق التي أعقبت ذلك، ودراستي للقرآن الكريم)
ويقول: (فكرت وصليت أربعين سنة كي أصل إلى حل صحيح)
ويقول: (إذا أصبح كل فرد في الإمبراطورية الإنجليزية محمدياً
حقيقياً بقلبه وروحه لأصبحت إدارة الأحكام أسهل من ذلك، لأن الناس سيقادون بدين
حقيقي)
ويقول: (ليس هناك في الإسلام إلا إله واحد نعبده ونتبعه، إنه أمام الجميع
وفوق الجميع، وليس هناك قدوس آخر نشركه معه، إنه لمن المدهش حقاً أن تكون
المخلوقات
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 97