نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 96
قلت له: ما الذي دعاك إلى البكاء؟
قال: أمران طالما هطلت دموعي بسببهما.
قلت: ما هما؟.. فعساك تهيج من دموعي ما هيج من دموعك.
قال: أولهما.. أني ذكرت تلك النفوس الطيبة التي ربيت على يدي
محمد.. فراحت تنشر خيرها وخلاصها للأمم لا تبتغي بذلك أجرا.. فحررت العبيد..
وأنارت الدنيا.. ونشرت من القيم ما لا تستطيع الدنيا جميعا إحصاءه.
قلت: فما يبكيك من هذا؟
قال: لم يبكني ما فعلوا بنا.. ولا بأهل الأرض من إخواننا.. ولكن
يبكيني ما فعلنا بهم..
لقد رحنا بجشعنا وحرصنا وطمعنا ننهب خيرات البلاد التي آوتنا
وعلمتنا.. ورحنا نعض الأيدي التي توجهت لتحريرنا من كل القيود التي طوقت أعناقنا..
ورحنا نقتل أحفاد من سالت دماؤهم في سبيل خلاصنا.
قلت: هذا الأول.. وهو جدير بأن يجعلني أشاركك في بكائك.. فما
الثاني؟
قال: أبكاني قومي الذين نهلوا من خلاص محمد القشور، وتركوا
اللباب.. لقد اهتموا بالظواهر، ونسوا البواطن، واهتموا بالعلوم، ونسوا القيم،
واهتموا بالدنيا، ونسوا الآخرة.
قلت: فما كنت فاعلا لو رجعت إلى ذلك الزمان؟
قال: آخذ بخلاص المسلمين روحه وجسده.. باطنه وظاهره.
قلت: أتسمح لي حضرة العلامة الجليل أن أسألك سؤالا قد يحرجك؟
قال: سل ما بدا لك.
قلت: أنا أتعجب من كل هذه الحماسة التي تبديها للإسلام، ولكني
مع ذلك أراك تحتفظ بصليبك، ودينك.. هل ترى أن الذي قدم كل هذا الخلاص للبشرية كان
كاذبا في دعوى النبوة؟
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 96