نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 94
الإسلاميين إلى أوروبا المسيحية، وهو لم يمل قط من التصريح بأن
تعلم معاصريه للغة العربية وعلوم العرب، هو الطريق الوحيد للمعرفة الحقة0
والمناقشات التى دارت حول واضعى المنهج التجريبى، هى طرف من التحريف الهائل لأصول
الحضارة الأوروبية، وقد كان منهج العرب التجريبى فى عصر بيكون قد انتشر انتشاراً
واسعاً، وانكب الناس، فى لهف، على تحصيله فى ربوع أوروبا)[1]
ويقول: (لقد كان العلم أهم ما جادت به الحضارة العربية على
العالم الحديث، ولكن ثماره كانت بطيئة النضج.. إن العبقرية التى ولدتها ثقافة
العرب فى أسبانيا، لم تنهض فى عنفوانها إلا بعد مضى وقت طويل على اختفاء تلك
الحضارة وراء سحب الظلام، ولم يكن العلم وحده هو الذى أعاد إلى أوروبا الحياة، بل
إن مؤثرات أخرى كثيرة من مؤثرات الحضارة الإسلامية بعثت باكورة أشعتها إلى الحياة
الأوروبية)[2]
ويقول: (إنه على الرغم من أنه ليس ثمة ناحية واحدة من نواحى
الازدهار الأوروبى إلا ويمكن إرجاع أصلها إلى مؤثرات الثقافة الإسلامية بصورة
قاطعة، فإن هذه المؤثرات توجد أوضح ما تكون وأهم ما تكون، فى نشأة تلك الطاقة التى
تكون ما للعالم الحديث من قوة متمايزة ثابتة، وفى المصدر القوى لازدهاره، أى فى العلوم
الطبيعية، وفى روح البحث العلمى)[3]
ويقول: (إن ما يدين به علمنا للعرب ليس فيما قدموه إلينا من
كشوف مدهشة لنظريات مبتكرة، بل يدين لها بوجوده نفسه، فالعالم القديم ـ كما رأينا
ـ لم يكن للعلم فيه وجود، وعلم