responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 465

قال: الضياع والتيه.. فكل المذاهب الفكرية الفلسفية الاجتماعية عجزت عن إعطاء الإنسان أى نوع من أنواع الثقة والطمأنينة.

لقد كان دورها منحصرا في رد الفعل.. منحصرا فى اجتثاث موروثات الكنيسة الهشة.

وأمام العملاق الميكانيكى الرهيب وسيطرة الآلة الطاغية شعر الإنسان بأنه قد سحق وأن وجوده قد تضاءل إلى حد أدنى مما كان عليه وهو يواجه جبرية الكنيسة واضعا مصيره بين يدى قدرها المحتوم.

لقد تحققت نبوءة شبنجلر وتكهنات أورويل عن مستقبل القطيع البشرى، وأصبحت مشكلة الإنسان العظمى فى الحياة هو وجوده حياً، فالكلمة التى قالها أوغسطين: (أصبحت أنا نفسى مشكلة بالنسبة لنفسى) لم تعد خاصة بالفلاسفة بل باتت ترددها شفاه الفرد العادى من أجيال الضياع.

قلت: هذه فرصة عظيمة للبحث عن الحقيقة.. والوصول لها.

قال: ولكن اللامعقول كان متغطرسا متكبرا عن الحقيقة وعن البحث عن الحقيقة.. فلذلك آثر لذة الضياع والتيه على لذة الوصول.

إن هذا الفن يصرح بكل برودة: (إننا لا نؤمن أبداً بالمعانى الجامدة الجاهزة التى يقدمها النظام الإلهى القديم للإنسان وعلى أثره نظام القرن التاسع عشر العقلانى، ولكننا نضع كل أملنا فى الإنسان: إن الأشكال التى خلقها هى التى تستطيع إعطاء العالم معنى)[1]

قلت: لم هذا التكبر على النظام الإلهي؟

قال: وهم الحرية.. مع اختلاط المدارك التي جعلتهم يرون الكون متناقضا تعجز عقولهم عن تفسيره.


[1] معجم الأدب المعاصر: 62، 63.

نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 465
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست