نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 464
إن أدب كل هؤلاء محصور فى تمجيد الرذيلة وتبرير أعمال العاهرات
والإشفاق عليهن، ودخل هذا الاتجاه مرحلة أتم بالمدرسة (الطبيعية) التى يتزعمها
الكاتب اليهودى (أميل زولا) وهى مدرسة إباحية متخصصة.
لقد قال تولستوى عن هذا الاتجاه سنة 1898: (أصبح المقياس الوحيد للفن الجيد والفن الردئ هو اللذة الشخصية،
فالخير هو ما يبعث اللذة فى نفوسهم وهذا هو الجميل، وبذا ارتدوا إلى تصور الإغريق
البدائيين الذين أدانهم أفلاطون، وطبقاً لهذا الفهم فى الحياة تكونت نظرية فى الفن)[1]
ويقول: (إننا نشبه الفن المعاصر ـ مع غرابة هذا التشبيه ـ
بامرأة تبيع جسدها لإرضاء الذين يبتغون اللذة بدلاً من أن تجعله مستودعاً للأمومة،
فالفن المعاصر يشبه العاهر فى أدق التفاصيل فهو مثلها ليس وقفا على عصر معين، وهو
مثلها مبهرج، وهو مثلها قابل للبيع دائما، وهو مثلها كله إغراء وكله هدم)
ثم جاءت الحرب الأولى، فاكتسب هذا الاتجاه قوة واستشرت رذائله
فى الأوساط العامة وانهال الإقبال على إنتاجه الرخيص ووجدها الهدامون والمتكسبون
فرصة لنفث سمومهم واستغلال مشاعر الناس واللعب بعواطفهم وإثارة غرائزهم.
أما ما يسمى الأدب المكشوف الذى لا يصح أن يسمى أدباً بحال، فهو
فى بلادنا ملء السمع والبصر.. يملأ الحوانيت.. ويستنفذ الصحافة.. ويسيطر على دور
العرض السينمائى.. ويستغرق أوقات الملايين من الناس.. حتى الأطفال تكتب لهم
مسلسلات جنسية وروايات جنسية ومسرحيات جنسية.