نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 423
قلت: لا..
قالت: فقد رأيت إذن أن كل المصائب التي تعانيها هذه الحضارة
سببها انعدام التقوى والخشوع..
ولذلك كان من الثمار العظيمة لشجرة العلوم التي غرسها محمد
كونها شجرة مسقية بماء التقوى والورع والإيمان.. فلذلك لم تنحرف بالبشرية عن
الفطرة التي خلقها الله عليها.
الرفاه:
قلت: ما ذكرته صحيح.. ولكن ناحية مهمة ربما
تكون قد غابت عنك.
قالت: ماهي؟
قلت: نعم.. لقد اهتم الإسلام بالعلم.. ولكن
العلم الذي يقصده هو العلم بالدين.. ولذلك لم يهتم المسلمون بعلم الدنيا..
لقد اعتبر الغزالي من أول مواصفات العلماء إدراكهم لحقارة
الدنيا بجانب ما أوتوا من العلم، فقال: (إن أقل درجات العالم أن يدرك حقارة الدنيا
وخستها وكدورتها وانصرامها وعظم الآخرة ودوامها وصفاء نعيمها وجلالة ملكها ويعلم
أنهما متضادتان، وأنهما كالضرتين مهما أرضيت إحداهما أسخطت الأخرى، وأنهما ككفتي
الميزان مهما رجحت إحداهما خفت الأخرى، وأنهما كالمشرق والمغرب مهما قربت من
أحدهما بعدت عن الآخر، وأنهما كقدحين أحدهما مملوء والآخر فارغ فبقدر ما تصب منه
في الآخر حتى يمتلىء يفرغ الآخر. فإن من لا يعرف حقارة الدنيا وكدورتها وامتزاج
لذاتها بألمها ثم انصرام ما يصفو منها فهو فاسد العقل. فإن المشاهدة والتجربة ترشد
إلى ذلك فكيف يكون من العلماء من لا عقل له؟ ومن لا يعلم عظم أمر الآخرة ودوامها
فهو كافر مسلوب الإيمان فكيف يكون من العلماء من لا إيمان له ومن لا يعلم مضادة
الدنيا للآخرة وأن الجمع بـينهما طمع في غير مطمع؟ فهو جاهل بشرائع
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 423