نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 406
ومع ذلك فقد وجد فلاسفة آخرون معاصرون لهؤلاء لم ترق لهم هذه
الفلسفة، بل أغرتهم تفاهة آراء الكنيسة وحقدهم عليها أن يهاجموا التعاليم الدينية
هجوماً مباشراً.
ثم كان نيوتن ونظرياته خطوة دافعة على الطريق..
فقد اكتشف نيوتن بعض ما سمى عندهم (قوانين الطبيعة) التى يجرى
الكون المادى بمقتضاها.. وكشف عما يسمى عندهم (قانون السببية) أى القانون الذى
يفسر ظواهر الطبيعة بردها إلى أسبابها الظاهرة، وقد كان هذا فى أوروبا ذريعة لنفى
الأسباب غير الظاهرة وغير المحسوسة، أى نفى الأسباب الغيبية.
يقول برينتون: (إن السببية تهدم كل ما بنته الخرافات والإلهامات
والمعتقدات الخاطئة فى هذا العالم)
ويقول: (الإله فى عرف نيوتن أشبه بصانع الساعة، ولكن صانع هذه
الساعة الكونية – ونعنى
بها الكون – لم
يلبث أن شد على رباطها إلى الأبد، فبإمكانه أن يجعلها تعمل حتى الأبد، أما الرجال
على هذه الأرض فقد صممهم الإله كأجزاء من آلته الضخمة هذه ليجروا عليها، وإنه
ليبدو أن ليس ثمة داع أو فائدة من الصلاة إلى الإله صانع هذا الساعة الكونية
الضخمة، الذى لا يستطيع إذا ما أراد التدخل فى شئون عمله)[1]
ويقول: (ولكن ثمة أناس ذهبوا إلى أبعد من ذلك، واعتبروا فكرة
الإله فكرة شريرة، وخاصة إذا ما كان إله الكنيسة الكاثوليكية، وأطلقوا على أنفسهم
بكل فخر اسم الملحدين، وهم يعتقدون أن ليس ثمة وجود لمسيح أو لإله المسيحية،
ويقولون إن الكون ليس إلا مجموعة متحركة ذات نظام معين يمكن فهمه باللجوء إلى
السببية المعتمدة على أساس العلوم الطبيعية)[2]