نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 38
لم أشأ أن أقاطعه لأستفهم عن سر
هذا الكلام الغامض، فأخذ يقول: لقد وجدت العالم في جميع فتراته يشبه هذه الشجرة
التي اعتراها الذبول وكاد يميتها.. ولكنها عادت للحياة من جديد لما سقيتها بإكسير
الحياة.
قلت: فهل وجدت البشرية في فترات
سقوطها من يسقيها إكسير الحياة؟
قال: لقد سجلت أعظم انحدار
لمنحنى سقوط البشرية.. ورأيت بأم عيني الإكسير الذي حمى البشرية من الفناء الذي
كان يترصد بها.. وذلك الإكسير هو الذي حملني على أن أتعلم اللغة العربية، وأسافر
إلى البلاد العربية، وأتعلم الثقافة العربية.
قلت: فما ذاك الإكسير؟
قال: هو أعظم رجل على الإطلاق..
لعله هو المخلص الذي عناه المسيح عندما قال لتلاميذه: (إن كنتم تحبونني، فاحفظوا
وصاياي، وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر، ليمكث معكم إلى الأبد، روح الحق
الذي لا يستطيع العالم أن يقبله، لأنه لا يراه ولا يعرفه، وأما أنتم فتعرفونه لأنه
ماكث معكم، ويكون فيكم.. إن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي وإليه نأتي، وعنده
نصنع منـزلاً.
الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي،
والكلام الذي تسمعونه ليس لي، بل للآب الذي أرسلني، بهذا كلمتكم وأنا عندكم، وأما
المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما
قلته لكم.. قلت لكم الآن قبل أن يكون، حتى متى كان تؤمنون، لا أتكلم أيضاً معكم
كثيراً، لأن رئيس هذا العالم يأتي، وليس له فيّ شيء) (يوحنا 14/15 – 30)[1].. نعم.. بل هو..
لقد كانت البشرية تنتظر الخلاص..
لقد كانت كالظمآن الذي كاد يهلكه العطش، ولولا
[1] انظر التفاصيل المرتبطة بهذه
النبوءة في (أنبياء يبشرون بمحمد)
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 38