نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 37
قلت: أنا مهتم بها كثيرا، ومهتم
بكل ما يرتبط بها من ألوان الثقافة.
قال: هذا شيء جيد.. أنت مثلي في
هذا.. أنا أيضا أحب هذه اللغة، وكل ما يرتبط بها من ثقافة، ولست أدري سر ذلك..
نظر إلى الشجرة الذابلة التي كان
يسقيها، ثم قال: لعل سر ذلك يعود إلى الإكسير الذي أعاد لهذه الشجرة حياتها.
قلت: ما علاقة هذه الشجرة
باهتمامك باللغة العربية، والثقافة العربية؟
قال: لقد كان مصير هذه الشجرة هو الفناء والذبول والموت.. لقد
أحاط بها الموت من كل جانب، ولم يعد لي أمل في حياتها.. ولكن بعضهم أهداني إكسيرا
عجيبا، ما إن وضعته في الماء، وسقيته بها حتى عادت إليها الحياة، وأنت تراها الآن
مقبلة على حياة جميلة تنتظرها.
قلت: لا أزال عاجزا عن فهم علاقة الشجرة والإكسير الذي أعاد
إليها الحياة باللغة العربية والثقافة العربية.
قال: يمكن أن تشبه العالم الذي
نعيش فيه بهذه الشجرة..
قلت: من أي جهة؟
قال: من جهة الحياة والموت..
والمرض والصحة.. والذبول والنشاط.
قلت: ذلك صحيح.. فالشجرة كائن حي
لا يختلف عن الإنسان.. يعتريه ما يعتري الإنسان من أسباب العافية والبلاء.
قال: لعل هذا هو سر اهتمامي
بالعربية والثقافة العربية.
قلت: هذا ما لم أفهمه.
قال: أنا مهتم كثيرا بتاريخ
العالم.. وبأسباب عافيته وأسباب بلائه.. وأوقات انحداره وأوقات ارتفاعه.. ولحظات
إنسانيته ولحظات بهيميته..
في بيتي سجلت منحنيات كثيرة
للسقوط وللنهوض، وللصعود وللهبوط.
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 37