نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 358
قاطعتني، وقالت: خفف عنك هذا.. فما هو إلا بهرج كاذب سرعان ما
يبدو عواره.
قلت: العالم كله الآن يسبح بحمد الديمقراطية.. فكيف تذمينها؟
قالت: والعالم كله الآن موقد نيران.. لقد تحولت مزرعة البشرية
لأول مرة في التاريخ إلى مزرعة لإنبات النيران بين الدول.. وبين الشعوب.. وبين
الأفراد..
لقد حولت الديمقراطية العالم إلى عالم ثيران تتناطح.. ولا يغلب
فيها إلا أعظمها قرونا.
قلت: ولكن الديمقراطية هي النظام الوحيد الذي يرجع للرأي
العام..
ابتسمت، ونظرت إلى مزرعتها، وقالت: هل ترى لتلك الخضر التي
تتربع في ذلك الحقل رأيا؟
قلت: هي خضر.. وأنا أتحدث عن البشر؟
قالت: لقد صنعت الديمقراطية كثيرا من القدور طبخت فيها خضر
البشرية كما شاءت.. ثم أطلقت على ذلك الطبيخ اسم (رأي عام) لعلك كنت في يوم من
الأيام ضحية إحدى تلك القدور.
قلت: ما تقولين؟
قالت: اصبر علي.. وسأبرهن لك على ما أقول.
لقد اتخذت الديمقراطية.. أو اتخذ الذين لهم مصلحة في
الديمقراطية.. لأنفسهم قدورا كثيرة.. منها الصحافة والإذاعة والسينما والتليفزيون
والخطبة والمحاضرة والكتاب.. وغيرها من وسائل الإعلام التي توجه الرأي العام حسبما
تشتهي[1]..
سأضرب لك مثالا على قدر من تلك القدور الخطيرة.. وهي الصحافة
التي كانت وما