نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 357
من جهة أخرى، فقد رأوا أن قبضة الكنيسة تزداد استحكاماً مع
الأيام وأنهم وشعوبهم ليسوا إلا أدوات أو صنائع رجال الدين يمنون عليهم بالعفو إن
رضوا ويعاقبونهم بالحرمان إن سخطوا، كما أن الثراء الذي حصلت عليه الكنيسة جعلها
تبدو منافساً قوياً لأصحاب الإقطاعيات وكبار الملاك، فكان يسيطر على الجميع شعور
موحد بالعداوة لها والحقد عليها.
لذلك لم تكد بوادر الاستنكار ضد تصرفاتها ـ لا سيما صكوك
الغفران ـ تبرز للعيان حتى انتهزها الملوك والأمراء فرصة سانحة لحماية الحركات
المعارضة وتأجيج سعيرها، ولولا أن بعض المصلحين الكنسيين ـ ولوثر خاصة ـ وجدوا
الحماية والعطف من الأمراء والنبلاء لما نجوا من قبضة الكنيسة ونتائج قرارات
حرمانها.
الديمقراطية:
قلت: فقد تمردت البذور في الأخير إذن على مزارعي الكنيسة؟
قالت: أجل.. ولكنها وقعت في أيدي مزارعين لا يقلون عنها خطرا..
راحوا يشوهون البذور لتنسجم مع أهوائهم.
قلت: من هؤلاء الدجالون؟
قالت: كثيرون.. وأولهم من ينعتون أنفسهم (الديمقراطيون)..
انتفضت قائلا: أتقولين هذا عن الديمقراطية.. وهي التي تقوم علي
حرية الفرد في أن يعمل ما يشاء، ويملك ما يشاء.. إن شعارها الشهير هو الشعار الذي
أطلقته الرأسمالية في نشأتها (دعه يعمل ما يشاء، دعه يمر من حيث يشاء) [1]
إنها الديمقراطية التي نشأ عنها الحرية السياسية وتعدد
الأحزاب.. وحرية..
[1] يطلق الشيوعيين علي
الديمقراطية الغربية وصف (الليبرالية)، وهم يقصدون به الذم لا المدح ويعنون به
الديمقراطية التي يتمتع فيها الرأسماليون بحرية استغلال الطبقة الكادحة.
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 357