نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 255
قال: هم ينفونها من حيث ذاتها، وثبتونها من
حيث انتسابها إلى الله، فالعارفون لا يتوجهون إلا إلى الله، ولا ينحجبون بشيء عن
الله.. يرددون مع أبي مدين قوله:
الله قل وذر الوجود وما حوى إن
كنت مرتاداً بلوغ كمال
فالكل دون الله أن حققته عدم
على التفصيل والإجمال
واعلم بأنك والعوالم كلها
لولاه في محو وفي اضمحلال
من لا وجود لذاته من ذاته
فوجوده لولاه عين محال
والعارفون بربهم لم يشهدوا
شيئاً سوى المتكبر المتعال
ورأوا سواه على الحقيقة هالكاً في
الحال والماضي والاستقبال
وعبر الآخر عن انشغال العارف بالله عن الكون بقوله:
شغل المحب عن الهواء بسره في حب من
خلق الهواء وسخره
والعارفون عقولهم معقولة عن كل
كون ترتضيه مطهره
فهم لديه مكرمون وفي الورى
أحوالهم مجهولة ومستره
وباعتبار هذا المعنى كان أصدق كلمة قالها الشاعر ـ كما ورد في
الحديث كلمة لبيد [1]: ألا
كل شيء ما خلا الله باطل ـ
قلت: إن هذا عينه ما يردده أهل وحدة الوجود.. بل إن هذا النوع
من الوحدة نجده عند اليهود أنفسهم.. ففي القبالاه نجد كلمات كثيرة تشير إلى هذا
المعنى.
قال: نعم.. قد تجد بعض الكلمات مما يوهمك أن
وحدة الوجود الفلسفية أو اليهودية هي عينها وحدة الوجود التي ينسبها البعض إلى
العارفين من المسلمين.. ويؤيد هذا بعض العوام من المسلمين ممن لم يكن لهم من القدرة
العقلية ما يحللون به الكلام ليفهموا حقيقة
[1] وقد ورد الحديث بصيغ
مختلفة منها أشعر كلمة تكلمت بها العرب، وفي رواية أصدق كلمة قالها شاعر، وفي أخرى
أصدق بيت قاله الشاعر، وفي أخرى أصدق بيت قالته الشعراء، وفي أخرى أصدق كلمة
قالتها العرب.
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 255