نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 248
قالت: ألا ترى إلى هذه الزهرة الجميلة، وهي تولي وجهها إلى
الشمس حيثما تولت؟
قلت: أجل.. وقد كنت قبل ساعة، أتأملها، وأبحث عن الدواليب التي
تحركها جهة الشمس.
قالت: فقد بحثت عن تلك الدواليب.. ووجدتها.. ورحت أبحث في
الأديان والمذاهب والأفكار والحضارات.. فلم أجد تلك الدواليب إلا في الإسلام..
محمد هو الرجل الوحيد في العالم الذي يملك أسرار الدواليب التي
يتحول بها البشر إلى أزهار عباد شمس تتحول وجوهها لا إلى الشمس.. وإنما إلى المصدر
الذي جاءت منه الشمس وجاء منه كل شيء.
لقد جاء في القرآن:﴿ وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ
وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ (البقرة:115)
محمد هو الرجل الوحيد في العالم الذي جاء بمنظومة كاملة تفسر
حقائق الوجود، وتملأ النفس والعقل والقلب والروح والسر وجميع اللطائف بها.
قلت: ولكنك نسيت ما ورد في رسالة يوحنا، فقد قال: (أيها الاحباء لنحب بعضنا بعضاً، لأن المحبة
من الله وكل من يحب الله فقد ولد من الله)(يوحنا1/4:7)
وقد كتب يوحنا هذه العبارة التي لا يوجد مثلها في أي كتاب من
الكتب المقدسة: (لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل
ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به) (يوحنا 3: 16)
ابتسمت، وقالت: لقد كنت مثلك تبهرني مثل هذه العبارات الجميلة..
لكني عندما حاولت أن أعيش معانيها لم أجد فيها من المعاني الروحانية اللذيذة ما
يمكن أن أعيشه.
لاحظ بعين العقل والمنطق والروح تلك العبارة الأخيرة التي بهرتك
كما بهرت الملايين من غير أن يعرفوا معناها.
ألا ترى أنها تحمل تصويرا مشوها عن الله يصرف القلوب عنه.. بل
قد يملؤها ببغضه!؟
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 248