نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 247
لشمس..
على عشب ذلك الحقل رأيتها.. رأيت (آنا ماري شميل)، ولم أكن
أعرفها، مع كونها من أهل بلدي القلائل بجامعة السوربون.. اقتربت منها، وقلت: هل
عادت رابعة العدوية إلى الحياة؟
قالت: أنا لست رابعة.. ولكني عاشقة لرابعة، كعشق هذه الأزهار
للشمس.
قلت: وما الذي جذبك لها؟
قالت: الحب.. الحب هو أعظم جاذب في هذا الوجود.. ولم أر أحدا
يتحدث عنه بمثل تلك اللوعة التي تتحدث عنه بها رابعة، وإخوانها من القديسين.
قلت: لا شك أنك لا تعرفين المسيحية.. فالمسيحية هي دين الحب..
وفي كتابها المقدس تلك الآية التي لا نظير لها في أي كتاب من الكتب المقدسة التي
تملأ الدنيا.
في الكتاب المقدس هذه العبارة المقدسة (الله محبة)
ابتسمت، وقالت: اسمح للمارقة أن تجيبك لتؤكد لك من مروقها ما
كنت تجهله.
قلت: كيف تحولت رابعة إلى مارقة؟
قالت: يستطيع عدوك أن يصفك بما يشاء،
وباللقب الذي يشاء ما دام يرى لنفسه سلطة وضع الألقاب.
قلت: أأنت (آنا ماري شميل).. تلك المرأة الألمانية
التي تحدت الأعراف، فراحت تعلن حبها للإسلام؟
قالت: أجل.. ولذلك لقبوني بالمارقة.. وما أحلى هذا الاسم إذا
كان من أعدائك.. لأنه يعلن انتصارك عليهم.
قلت: ولكن ما الذي جذب قلبك إلى حب الإسلام والدفاع عنه مع
كونك ـ حسبما أعلم ـ مسيحية نفسا وأبا وجدا.
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 247