نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 188
مكرم مزين بالعقل والمشاعر.. وبما لا يمكن حصره من القيم والمثل
النبيلة.
ولكنه بمجيئ دارون.. وبتغلغل أفكاره في المجتمع.. تغير الموقف
تماما.
فنظرية دارون تقرر حيوانية الإنسان وماديته.. أي أن الظروف
المادية المحيطة بالإنسان هى التى أثرت فى تطوره وإعطائه صورته.. وهي بذلك تنفى
القصد والغاية من خلقه، وتنفى التكريم الربانى له بإفراده بين الكائنات الأخرى
بالعقل والقدرة على الاختيار والقدرة على التمييز فضلا عن المزايا الإنسانية
الأخرى.
إن نظرية كهذه يمكن أن تعطى إيحاءات خطيرة فى كل اتجاه [1]..
فحين يكون الإنسان حيوانا أو امتدادا لسلسلة التطور الحيوانى،
فأين مكان العقيدة فى تركيبه، وأين مكان الأخلاق، وأين مكان التقاليد الفكرية
والروحية والأخلاقية والاجتماعية!؟
وحين يكون حيوانا، أو امتدادا لسلسلة التطور الحيوانى، فما
مقياس الخطأ والصواب فى أعماله؟.. وكيف يقال عن عمل من أعماله إنه حسن أو قبيح،
جائز أو غير جائز.. أو بعبارة أخرى: كيف يمكن إعطاء قيمة أخلاية لأعماله؟
وحين يكون حيوانا، أو امتدادا لسلسلة التطور الحيوانى، فما معنى
الضوابط المفروضة على سلوكه؟.. وما معنى وجود الضوابط على الإطلاق[2]؟
التفت إلي، وقال: أتدري ما سر انتشار هذه النظرية، وما نتج عنها
من خلل؟
قلت: ما سره؟
قال: الكنيسة..
قلت: ما علاقة الكنيسة بهذا؟.. لقد كانت الكنيسة من أهم
المعارضين لدارون.