نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 178
وقد علم القرآن المؤمنين الإقدام والاحتمال والثبات في مواطن
اليأس موقنين أن الله معهم في تلك المواقف الشديدة.. ﴿ وَلا تَهِنُوا فِي
ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا
تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً
حَكِيماً ﴾ (النساء:104).. ﴿ فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى
السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ
أَعْمَالَكُمْ ﴾ (محمد:35)
قلت: أليس في هذا تناقضا مع دعوة الإسلام
إلى السلام.. ففي الآية التي قرأتها نهي عن الدعوة إلى السَّلْمِ!؟
قال: فرق كبير بين السلم والسلام.. فالسلم
هو الاستسلام لشروط الأعداء وكبرهم والتذلل لهم والتضعضع أمامهم.. أما السلام فهو
تحقيق الأمن للنفوس والمجتمعات في ظلال العدل والحرية والإخاء والمساواة.
فإذا لم يحقق السلام هذه المطالب.. فليس هو بسلام.. والشدة في
ذلك الحين قد تكون هي البلسم الذي يعيد للحياة صفاءها وسلامها.
ولهذا أخبر القرآن أن الفتنة أشد من القتل، فقال:﴿
وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ
وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ﴾ (البقرة:191)
الأمانة:
قلت: فحدثني عن السر السادس من أسرار
الأزهار.
قال: السر السادس هو (الأمانة)
قلت: تقصد رد الودائع..
قال: رد الودائع مظهر من مظاهر الأمانة..
أما الأمانة في ذاتها فإن لها من المظاهر عدد زبد البحر.
قلت: فما حدها الجامع؟
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 178