نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 169
وأخبر عن عظم الغبن الذي يحيق بالبخلاء، فقال: (إعلموا أنه ليس
منكم أحد، إلا ماله أحب إليه من مال وارثه، مالك ما قدمت، ومال وارثك ما أخرت)[1]، وفي رواية: (أيكم مال وارثه أحب
إليه من ماله، فإن ماله ما تقدم، ومال وارثه، ما تأخر)[2]
وأخبر عن الجزاء المعد للكرماء في الدنيا قبل الآخرة، فقال: (إذا
أراد الله بقوم نماء، رزقهم السماحة والعفاف، وإذا أراد الله بقوم اقتطاعا فتح
عليهم باب خيانة)[3]، وقال: (استعينوا على الرزق
بالصدقة)[4]، وقال: (استنزلوا الرزق بالصدقة)[5]
وأخبر (أن ملكين ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا،
ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا)[6]، وقال: (إن الله تعالى يقول يا ابن
آدم أودع من كنزك عندي، ولا حرق، ولا سرق، ولا غرق، أوفيكه أحوج ماتكون إليه)[7]
وغيرها من النصوص الكثيرة التي جعلت الكرم من القيم النبيلة
التي يتنافس فيها الأغنياء والفقراء على حد سواء.
ولم يكتف الإسلام بهذا.. بل شرع التشريعات الكثيرة التي تجعل من
الكرم خلقا مفروضا.. لا مجرد تكرم يرتبط بقوة الإيمان وضعفه.
ولهذا، فإن الزكاة ـ التي تمثل شريعة من شرائع الكرم ـ ركن من
أركان الإسلام.. والإسلام لم يكتف بها.. بل ربط الكثير من العبادات والكفارات
بالصدقات.