نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 138
مسلما، ولكني أحدثك عن جهود وبحوث امتدت بي إلى ما تراه من عمر.
لقد بدأت بالمسيحية.. بحكم كوني من أسرة مسيحية.. وأعجبت
بالرهبان الذين مثلوا العفاف والمروءة والنبل ـ في نظري في ذلك الوقت ـ في أرقى
درجاتها.. ولكني بعد ذلك عرفت أن سلوك الرهبان لم يزد الفجور إلا انتشارا، ولا
الانحراف إلا رسوخا.
قلت: كيف ذلك؟
قال: حديث ذلك يطول.. فالجاهلية التي تغلغلت في جميع مناحي
الحياة من الصعب جمع جميع تفاصيلها.. ولذلك سأحدثك عن بذرة خطيرة من بذور
الجاهلية، وهي في نفس الوقت ثمرة من أخطر ثمارها.
لقد اعتبرها الإسلام حماية الفرد والمجتمع منها مقصدا من
مقاصده، بل من ضروريات مقاصده.
قلت: تقصد حفظ العرض والنسل.
قال: أجل.. لقد قال محمد يبين خطورة هذا النوع من الانحراف: (من
وقاه الله شر ما بين لحييه، وشر ما بين رجليه دخل الجنة)[1]
وقد وضع الإسلام لأجل وقاية المجتمع لأجل تحقيق هذا المقصد
منظومة كاملة من التشريعات.. لا يزال قومنا يسخرون منها ويضحكون مع أنه لا يمكن
للبشر أن يتحولوا إلى أزهار من دونها.
قلت: لقد كنت تحدثني عن الرهبان..
قال: أجل.. لقد أراد الرهبان أن يصادموا الفطرة بموقفهم من
المرأة، فصدمتهم.
لقد كان الرهبان..حسب ما استنتجت بعد ذلك سببا من أسباب الرذائل
التي تعيشها