responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 11

وهي متخلفة فوق ذلك دينيا.. لا تزال الفرقة تشتت شملها.. ولا يزال التعصب للرجال يشغلها عن نبيها.. ولا يزال الاهتمام بالجزئيات والحرفيات والطقوس يشغلها عن كليات هذا الدين ومقاصده وحقائقه.

والخطر الأكبر من ذلك كله هو جهلها بتخلفها، أو حبها لتخلفها:

فساستها يناوئون كل إبداع، ويفرضون عليه من قوانين الطوارئ، ما يجعل من بلادنا جميعا معتقلا كبيرا، أو سجنا عريضا، أو زنزانة ضخمة لا يتنعم بعذابها إلا المبدعون الصادقون.

والكثير من فقهائها أو المشهور منهم يقف مع ساستها ليبرر تصرفاتهم، فهم ظل الله في أرضه، والله يؤتي ملكه من يشاء، ومن لم يطع سلطان الأرض لم ينل سلطان السماء.

أما عامتهم، فهمهم أن تملأ بطونهم، فهم لا يهتمون بشيء كما يهتمون بأصناف الغذاء، وكتب الطبخ، وموائد الولائم.. فإن انصرف اهتمامهم للدين لم يجدوا إلا الرقاة، ومفسري الأحلام، والمتشبثين بالخرافة والشعوذة.

هذه هي النظرة التي كنت أنظر بها إلى الأمة.. وكنت أتألم بسببها، وأحيانا أصيح مع ذلك الشاعر الذي كان يردد بألم قائلا: (هذه الأمة ماتت والسلام)[1]


[1] من قصيدة للشاعر أحمد مطر بعنوان (عملاء)، يقول فيها:

الملايين على الجوع تنام، وعلى الخوف تنام، وعلى الصمت تنام، والملايين التي تصرف من جيب النيام، تتهاوى فوقهم سيل بنادق، ومشانق، وقرارات اتهام، كلما نادوا بتقطيع ذراعي كل سارق، وبتوفير الطعام.

عرضنا يهـتـك فوق الطرقات، وحماة العرض أولاد حرام، نهضوا بعد السبات، يـبـسطون البسط الحمراء من فيض دمانا، تحت أقدام السلام.

أرضنا تصغر عاما بعد عام، وحماة الأرض أبناء السماء، عملاء، لا بهم زلزلة الأرض ولا في وجههم قطرة ماء، كلما ضاقت الأرض، أفادونا بتوسيع الكلام، حول جدوى القرفصاء، وأبادوا بعضنا من أجل تخفيف الزحام.

آه لو يجدي الكلام.. آه لو يجدي الكلام.. آه لو يجدي الكلام.. هذه الأمة ماتت والسلام.

نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست