نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 107
والأميركيين المعاصرين فيتحدثون عنها بوصفها أول ما طرق حسهم من
هذا الدين وهي ذاتها السمة التي تجتذب البدائيين في إفريقيا وآسيا في القديم
والحديث لأنها سمة الفطرة التي يشترك فيها الناس أجمعين متحضرين وبدائيين)[1]
لقد قال بعض قومنا من المسيحيين ممن عشقوا هذه العقيدة الفطرية
المنطقية: (بدأت أدرس الأديان بصفة عامة، والإسلام على وجه الخصوص، فأيقنت في غضون
دراستي أن دنيا تفكيري وإحساسي أقرب للإسلام منها للمسيحية، وبالتدريج اكتشفت أن
الإسلام كمنهج حياة كان ينسجم من كافة الوجوه مع فطرتي البشرية)
ويقول: (عندما درست وجهة النظر الإسلامية حول النبي عيسى عليه
السلام ابن الله، كما عرفت فيما بعد من أستاذ بروتستانتي أن عدداً كبيراً من
المسيحيين ـ حوالي 80 بالمائة ـ منهم أقرب إلى الإسلام منه إلى المسيحية في هذه
الناحية على الأقل من عقيدتهم، أما من الناحية العملية فحتى قبل إسلامي كنت أنفر
من الخمور والرقص وما شابه ذلك من الأمور التي عرفت فيما بعد أنها محرمة في
الإسلام، وهكذا كان الإسلام بالنسبة لي كعملية اكتشافي لفطرتي)[2]
ويقول: (والعجيب في قضية التثليث التي تنسب أوروبا الفضل في
إنكارها إلى فلاسفة عصر التنوير (ق18) من أمثال فولتير، ويعرب بعض الباحثين عن
دهشتهم لان عقلية جبارة كتلك التي يتمتع بها ديكارت لم تستنكر هذه العقيدة ولو
بكلمة واحدة.. هذا في حين أن الإسلام ـ دين الله الحق ـ سبق إلى نقص هذه العقيدة
وإبطالها ليس من خلال تنفيره العام من الشرك وإنكاره المطلق فحسب بل أفرد الحديث
عنها استقلالاً وفصله من وجوه منوها بأنها عقيدة وثنية قديمة وهي الحقيقة التي لم
تعرفها أوروبا إلا بعد ظهور علم مقارنة الأديان الذي