responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 102

اجتمعت جميع أسود الدنيا وسباعها لتغرز أنيابها في أصولها، وتقطع منابع الرزق عن فروعها، فعادت إليها أنيابها خاسئة حسيرة عاجزة.

صوبت في وجهها المدافع.. فلم تفلح المدافع، ولم يفلح القائمون عليها.

أضرمت حولها النيران، فلم تحرقها، ولم تجفف أوراقها، ولم تشوه صورتها.

ثم نظر إلى، وقال: هذه الشجرة تذكرني بتلك الشجرة العظيمة.

قلت: من ذلك العظيم الذي غرس تلك الشجرة العظيمة.

قال: صدقت، فالشجرة العظيمة لا يغرسها إلا عظيم.

قلت: فمن هو؟

قال: محمد.

قلت: أي محمد تقصد؟

قال: وهل هناك غير محمد؟

قلت: لعلك تقصد نبي العرب.

قال: بل نبي العالم.. نعم إن شجرة محمد نبتت في بلاد العرب، ولكن أغصانها وأوراقها وثمارها شملت العالم أجمع.

قلت: أي شيء أغراك بتلك الشجرة حتى نالت منك كل هذا الاهتمام؟

قال: الصمود..

قلت: الصمود!؟.. ما تعني بالصمود؟

قال: لقد كنت مغرما منذ صغري بالأبطال الصامدين الذين لا يهتزون لشيء، ولا يتأثرون لشيء.. الأبطال الثابتون على مبادئهم أمام كل ترغيب، وأمام كل ترهيب.

وقد كان من الأبطال الذين امتلأ قلبي تعظيما لهم محمد.. لقد سمعت قوله لعمه الذي جاء يخبره بما أغراه قومه به، وبما رهبوه.. فقال: (يا عم.. والله لو وضعوا الشمس في يميني،

نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست