نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 47
بشارة يعقوب
في اليوم
الثاني، قررت أن أسير إلى بعض المستشفيات لزيارة المرضى، والتعرف عليهم.. فالمرضى
أرق الناس قلوبا، وأكثرهم حبا للخلاص واستعدادا له، وقد لقنت من الأساليب ما يملأ
المرضى لهفة لسماعي، وحرصا على اتباعي.
رأيت
رجلا في المستشفى ملقى على سريره، وكأنه يجود بنفسه، هرعت إليه، وسألته عن حاله،
فتكلم بصوت تختلط فيه الحياة بحشرجة الموت، وقال لي: اسمعني جيدا.. إنني في آخر
لحظات حياتي، وقد أرسلك الله لي، لأنطق أمامك بما عجزت طول عمري عن النطق به.
قلت: هون
عليك يا أخي.. فلعل الله يمد في عمرك.. ولعلني أستطيع أن أنقذك بما أستطيع أن
أنقذك به.
قال: لا..
لم يبق من عمري إلا مقدار هذه الكلمات التي لم يسمعها مني غيرك.. فلا تشغل نفسك
بشيء.
قلت: من
أنت أولا؟
قال: أنا
يعقوب.. ولا يهمك من أي قبيلة أنا.. ولا من أي بلد..
قلت: أنت
يهودي على ما يبدو.
قال: كنت
يهوديا، ثم بان لي عوار اليهودية وتحريفها، فهرعت إلى المسيحية، علني أجد عند عبدة
المسيح ما لم أجده عند عبدة العجل.
قلت: لا
شك أنك وجدت ما تبحث عنه عندهم؟
قال: لا..
لقد ضل هؤلاء، كما ضل أولئك.
قلت:
فأنت لا دين لك إذن..
قال: قد
كنت قبل ساعة لا دين لي.. لكني الآن سأموت على خير دين، وأصدق دين.
قلت: أي
دين هذا الذي آثرته على كل الأديان؟
نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 47