وقد أرسل
كسائر النبيين برسالة خاصة إلى قوم مخصوصين، قال تعالى مبينا إرساله إلى طائفة
محددة من البشر :﴿ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي
رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ ﴾(الصف : 6)، وقال تعالى:﴿ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾(آل عمران : 48)
وقد عرض
القرآن الكريم بعض نواحي الرسالة التي جاء بها المسيح، والتي لا تزال بعض آثارها
فيما لم يحرف من نصوص الأناجيل:
فمن
رسالته ما نص عليه قوله تعالى:﴿ وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ
مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ
فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى
وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ ﴾(المائدة : 469
ومن أهم
ما جاء به في رسالته التبشير بمجيىء النبي الخاتم a، كما قال تعالى:﴿ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ
مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً
لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ
بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ
مُبِينٌ﴾
(الصف:6)
التفت
إلي، وقال: إن شئت أخبرتك بأن ما في أيديكم من الأناجيل تحمل هذه البشارة، رغم ما
لحق بها من تحريف.
قلت: لا
أرى في الأناجيل ما تذكر.
قال:
لأنكم لا تقرأون الإنجيل بعقولكم.. فإن شئت أن تقرأه بعقلك.. فهلم أحدثك عن بشارات
المسيح.. فليس لي من هم في هذه الطريق التي سار فيها المسيح إلا أن أبشر ببشارات
المسيح.
نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 234