نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 147
قال: أنت
تعلم المواقف التي ألصقتموها بها.. والتي نبرئه منها.
قلت: لا
أذكر أي موقف.
قال:
سأقرأ لك ما قد يذكرك.. وسأكتفي بموقفين تتجلى فيهما رحمة المسيح بالمرأة
المستضعفة.
أخذ
الكتاب المقدس، وراح يقرأ: (ثم غادر يسوع تلك المنطقة، وذهب إلى نواحي صور وصيدا،
فإذا امرأة كنعانية من تلك النواحي، قد تقدمت إليه صارخة: (ارحمني ياسيد، ياابن
داود! ابنتي معذبة جدا، يسكنها شيطان) لكنه لم يجبها بكلمة، فجاء تلاميذه يلحون
عليه قائلين: (اقض لها حاجتها. فهي تصرخ في إثرنا!)، فأجاب: (ما أرسلت إلا إلى
الخراف الضالة، إلى بيت إسرائيل!)، ولكن المرأة اقتربت إليه، وسجدت له، وقالت:
(أعني ياسيد!)، فأجاب: (ليس من الصواب أن يؤخذ خبز البنين ويطرح لجراء الكلاب!)،
فقالت: (صحيح ياسيد؛ ولكن جراء الكلاب تأكل من الفتات الذي يسقط من موائد أصحابها!)(متى
15: 23 ـ 27)
هذا هو
الموقف الأول..
أما
الموقف الثاني، فإهانته لأمه وسط الحضور، وقوله لها: (مالي ولك يا امرأة) (يوحنا:2
: 4)؟
أهكذا
تكون الرحمة بالأم؟
صمت،
فقال: أما محمد.. فقد وصفه ربه بأنه ـ أساسا ـ رحمة للعالمين، فقال تعالى:﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا
رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ (الانبياء:107)
قلت: أي
رحمة تزعمها لمن نزل عليه الأمر بالجهاد والقتال؟
قال: إن الجهاد الذي يضحي فيه المؤمن بنفسه وماله من أجل نصرة المستضعف أعظم
مظهر من مظاهر الرحمة، لقد علل الله الأمر بالجهاد بالرحمة، فقال :﴿ وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ
فِي
نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 147