responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 120

بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ﴾، وهو ما يدل على أن القصة لا تعدو حكما من الأحكام التي قد يكون داود أخطأ فيها، وهو خطأ من جنس أخطاء الصديقين (وحسنات الأبرار سيئات المقربين)

ولذلك فإن تفسيرها الصحيح هو قراءتها، وهي تدل على أن داود النبي الملك، الذي كان إذا دخل المحراب للعبادة والخلوة لم يدخل إليه أحد حتى يخرج هو إلى الناس يفاجأ بشخصين يتسوران المحراب المغلق عليه، فيصيبه الفزع منهم، فيبادرانه بقولهما: (لا تخف، خصمان بغى بعضنا على بعض)

وبدأ أحدهما فعرض شكواه التي عبر عنها بقوله: (إنّ هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة، فقال: اجعلها لي وفي ملكي وكفالتي وشدد علي في القول وأغلظ)

وبمجرد سماع داود لهذه الشكوى المؤثرة من الذي يبدوا مظلوما مستضعفا، اندفع للحكم قبل سماع الخصم، فقال: (لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه، وإن كثيراً من الأقوياء المخالطين بعضهم بعضا يبغي بعضهم على بعض. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم)

وبعد انتهاء داود من عرض الحكم، انتبه إلى خطئه في عدم سماع الخصم الثاني، وعلم أن ما حصل له فتنة[1] ينبغي عليه تدارك خطئه فيها بالاستغفار.

وهذه القصة بهذا العرض القرآني المبسط تشبه ما حصل لمحمد a من العتاب الإلهي


[1] هذا ما نراه، ولا حاجة إلى اعتبار الحكمين من الملائكة، كما ذهب إلى ذلك أكثر المفسرين، ومنهم سيد قطب الذي قال: ويبدو أنه عند هذه المرحلة اختفى عنه الرجلان: فقد كانا ملكين جاءا للامتحان ! امتحان النبي الملك الذي ولاه الله أمر الناس، ليقضي بينهم بالحق والعدل، وليتبين الحق قبل إصدار الحكم. وقد اختارا أن يعرضا عليه القضية في صورة صارخة مثيرة. (انظر: الظلال: 3018)

نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست