responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 448

صحبته في الله، وتنتهى بالسير معه إلى الله.

ولذلك فإن المسلم الصادق لا يستكبر على تراب الأرض.. ولا على قطرات المطر.. ولا على أعشاب الحقول.

وهو إن احتاج أن يستعملها يستعملها فيما شرع الله له، ووفق الأدب الذي حثه عليه، فلا يغير خلق الله، ولا يبدل فطرة الله، ولا ينشر الفساد الذي ينشره العابثون.

لقد قال رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم يربينا على ذلك:(لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من لعن والديه، لعن الله من آوى محدثا، لعن الله من غير منار الأرض - أي طرقها -)[1]

^^^

بقي خزيمة وغيره من رفاقه مدة من الزمان يحدثون بمثل هذه الأحاديث[2] إلى أن رأيت، ولأول مرة دموعا حقيقية تسقط من عين ذلك الذي قضى حياته في مصارعة الثيران والديكة.

بعد أن سقطت تلك الدموع، فمسحت عن قلبه ما كان يمتلئ به من قسوة، قال يخاطب رفاقه، ويخاطب العمال: بورك فيكم إخواني.. لقد أنقذتموني من نفسي القاسية الظالمة.. لقد كنت مجرما.. بل مجرما خطيرا.. فلم يكن يضحك لي سن إلا بعد أن أرى الثور المسكين في حلبة الصراع، وهو يئن من الألم، ولا يجد المسكين أي لغة يعبر بها عن ألمه.

لقد أمضيت حياتي كلها أستمتع بتلك الآلام.. لكني وفي هذه اللحظة فقط شعرت بأنوار عظيمة تتنزل علي..

لاشك أنها أنوار محمد.. لطالما حذرني قومي منها.

ولكني مع ذلك أراها أنوارا لذيذة.. بل لا يمكن وصف لذتها.

فما أجمل الرحمة أن يمتلئ بها القلب.. وما أجمل الدموع التي تسقط من قلب صاف


[1] رواه مسلم.

[2] ذكرنا التفاصيل الكثيرة المرتبطة بهذا في رسالة (أكوان الله)

نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 448
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست