لقد كان من ثمار تلك الأفكار أن تشكل مجلس اجتماعى فى بريطانيا فى عام
1500 لتعذيب النساء، وابتدع وسائل جديدة لتعذيبهن، وقد أحرق الألاف منهن أحياء،
وكانوا يصبون الزيت المغلى على أجسامهن لمجرد التسلية.
وكان من ثمارها أن ظلت النساء طبقاً للقانون الإنجليزى العام ـ حتى منتصف
القرن التاسع عشر تقريباً ـ غير معدودات من (الأشخاص) أو (المواطنين)، الذين اصطلح
القانون على تسميتهم بهذا الاسم، لذلك لم يكن لهن حقوق شخصية، ولا حق فى الأموال
التى يكتسبنها، ولا حق فى ملكية شىء حتى الملابس التى كنَّ يلبسنها.
وكان من ثمارها أنه كان شائعاً فى بريطانيا حتى نهاية القرن العاشر قانون
يعطى الزوج حق بيع زوجته وإعارتها بل وفى قتلها إذا أصيبت بمرض عضال.. بل إن
القانون الإنجليزى لعام 1801 م وحتى عام 1805 حدد ثمن الزوجة بستة بنسات بشرط أن
يتم البيع بموافقة الزوجة.. وقد حدث أن باع إنجليزى زوجته عام 1931
م بخمسمائة جنيه، وقال محاميه فى الدفاع عنه: (إن القانون الإنجليزى عام 1801
م يحدد ثمن الزوجة بستة بنسات بشرط أن يتم البيع بموافقة الزوجة)، فأجابت المحكمة
بأن هذا القانون قد أُلغِىَ عام 1805 م بقانون يمنع بيع الزوجات أو التنازل عنهن،
وبعد المداولة حكمت المحكمة على بائع زوجته بالسجن عشرة سنوات.)
وكان من ثمارها أن أصدر البرلمان الإنجليزى قراراً فى عصر هنرى الثامن
ملك إنجلترا يحرم على المرأة أن تقرأ (العهد الجديد)، لأنها تعتبر نجسة..
قالت الدكتورة أيبرين:
أتدرين يا صديقتنا (بيتو) سر تلك التصريحات والتشريعات التي وردت في المسيحية؟
قالت بيتو: لاشك أنها أهواء المستبدين والظلمة ألبسوها بالدين وخلطوها
به.
قالت الدكتورة أيبرين:
لقد بحثت في ذلك.. وقد وجدت أن الكنيسة وقبلها اليهود تأثروا بما كانت عليه الشعوب
المختلفة من تعاملهم مع المرأة ونظرهم لها..