وكتب ترتليان فى القرن الثالث رسالة تعالج زى المرأة، قال فيها: (لقد كان
حريا بالمرأة أن تخرج فى زى حقير، وتسير مثل حواء، ترثى لحالها، نادمة على ما كان،
حتى يكون زيها الذى يتسم بالحزن، مكفراً عما ورثته من حواء: العار، وأقصد بذلك
الخطيئة الأولى، ثم الخزى من الهلاك الأبدى للانسانية. فلقد قال الرب للمرأة: (تَكْثِيراً
أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى
رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ) _تكوين 3: 16) ألستن
تعلمن أن كل واحدة منكن هى حواء؟)
وقال القديس برنارد ـ الذى فعل كل ما استطاع لنشر عبادة العذراء فى
الكنيسة ـ عن أخته بعد زيارتها إياه فى الدير الذى يقيم فيه مرتدية زياً جديداً:
(مومس قذرة، وكتلة من الروث)
لم يقتصر الأمر على أشخاص ممتلئين حقدا على المرأة.. وإنما شمل الأمر
المجامع المقدسة أيضا..
ففي القرن الخامس الميلادى اجتمع مجمع باكون وكانوا يتباحثون: (هل المرأة
جثمان بحت، أم هى جسد ذو روح يُناط به الخلاص والهلاك؟)
وقد قرر هذا المجمع أن المرأة خالية من الروح الناجية، التى تنجيها من
جهنم، وليس هناك استثناء بين جميع بنات حواء من هذه الوصمة إلا مريم..
كما قرر مجمع آخر، أن المرأة حيوان نجس، يجب الابتعاد عنه، وأنه لاروح
لها ولا خلود، ولاتُلقن مبادئ الدين لأنها لاتقبل عبادتها، ولاتدخل الجنة، ولا
الملكوت، ولكن يجب عليها الخدمة والعبادة، وأن يكمم فمها كالبعير، أو كالكلب
العقور، لمنعها من الضحك ومن الكلام لأنها أحبولة الشيطان.
لقد جرت هذه الأفكار المشوهة إلى سلوكات أكثر تشويها..
لقد جعلت تلك الأفكار الكثير يفكر في السبل التي يتخلص بها من المرأة..
لأنها الجسد الشرير.. ولأنها مصدر متاعب الحياة.. ولأنها مصدر غضب الرب: