تجفيف
تقدم أولهم، وهو بلال، وأراد أن يتحدث، فقاطعه (العم توم)، وقال: قبل أن تقول كلمة واحدة أجبني.. هل ورد في كتابكم المقدس إباحة الاسترقاق؟
قال بلال: لقد قرأت القرآن من أوله إلى آخره، فلم أجد فيه كلمة واحدة تقول:(أحل لكم الاستعباد).. بل ما وجدت فيه إلا:﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (4) الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (5)﴾ (المائدة).. وقوله:﴿ أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (96)﴾ (المائدة).. وقوله:﴿ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ.. (275)﴾ (البقرة)
قال العم توم: أنت تفر من سؤالي.
قال بلال: بل أجيبك عنه.
قال توم: ولكن القرآن ذكر في مواضع كثيرة الاسترقاق والاستعباد، وهو يكني عن ذلك بالرقبة.
قال بلال: فهل يمكن أن تقرأ لي هذه النصوص؟