وروي أن رجلا أتى رسولَ الله a، فسأله فأعطاه،
فلما وضع رجلَه على أسْكُفَّة الباب، قال رسولُ الله a:
(لو تعلمون ما في المسألة، ما مشى أحد إلى أحد يسأله شيئا)[2]
وروي أنه قال: (مَنْ يَكْفُلُ لي أن لا يسأل الناس شيئا وأتَكَفَّلُ له
بالجنّة) ؟ فقال ثوبان: أنا، فكان لا يسأل أحدا شيئا[3].
وهكذا وردت الأحاديث الكثيرة تحذر من السؤال، وترغب في العفة والقناعة..
ففي الحديث قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (يا ابن آدم، إنكَ أن تَبْذُلَ الفَضَل خير
لك، وأن تُمسكَه شَرُّ لك، ولا تُلامُ على كفَاف، وابدأْ بمَنْ تعُول، واليد
العليا خير من اليد السفْلَى)[4]
وقال: (ليس المسكين الذي تردُّه الأُكلة والأكلتان، ولكن المسكين الذي لا
يسأل الناس، ولا يفطنون به فَيُعْطُونه)[5]
وقال: (لا تزالُ المسألة بأَحَدِكُم، حتى يلقي الله وليس في وجهه مُزعة
لحم) وفي رواية (حتى يأتي يوم القيامة)[6]
وقال: (المَسَائل كُدوح يَكدَحُ بها لرجل وجهه، فمن شاء أبقى على وجهه،
ومن شاء تركه، إلا أن يسأل الرجلُ ذا سلطان، أو في أمر لا يجد منه بُدا)[7]
[1] رواه البخاري ومسلم والترمذي.. وزاد رزين بعد قوله: السفلى (ومَنْ
يستَغْنِ يُغْنِهِ الله، وَمْن يستَعفِفْ يُعفُّهُ الله، فاسْتَغْنيت، فْأغناني
الله، فما بالمدينة أكثر مِنَّا مالا)