responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 236

وجاء فقير إلى بعضهم، فقال له: تخطّ، لو كنت غنياً لما قربتك، وكان الأغنياء من أصحابه يودون أنهم فقراء لكثرة تقريبه للفقراء وإعراضه عن الأغنياء.

القناعة

بعد أن أنهى ذو البجادين حديثه قام رجل من الجلوس، عرفت بعد ذلك أن اسمه (أويسا)[1]، قام، وقال مخاطبا الجموع: ما ذكره لكم أخي ذو البجادين هو العلاج الأول الذي جاء به الإسلام للفقر..

إنه علاج مهم، لأنه يبدأ من الجذور التي يتكون منها الفقر..

إن الإسلام يقول من خلاله للفقراء: (نعم أنتم فقراء.. ولكن لا ينبغي لأحد من الناس أن يتسلط عليكم بسبب فقركم، فأنتم مثلهم تماما.. كلكم عبيد رب واحد.. نعم أنتم تختلفون في درجات الرزق، ولكنكم لا تختلفون في الإنسانية.. بل إن الفقير الذي رفع همته إلى ربه يصير له من الفضل والكمال والغنى ما لا يظفر به الأغنياء في غناهم)

نهض بعض الحاضرين، وقال: وعينا هذا.. فهل من علاج غيره؟

قال أويس: أجل.. وهو نابع مما قبله.. والإسلام يخاطب من خلاله الفقير ليقول له: انظر إلى ما عندك من فضل الله، واستثمره، ولا تنظر إلى ما لم يعطك حتى لا تجحد نعمة الله عليك..

ويقول له:(ابن آدم عندك ما يكفيك، وأنت تطلب ما يطغيك.. ابن آدم لا بقليل تقنع، ولا


[1] أشير به إلى أويس القرني (ت 37 هـ)، وهو أويس بن عامر بن جزء بن مالك القرني، من بني قرن بن ردمان بن ناجية ابن مراد: أحد النساك العباد المقدمين، من سادات التابعين.. أصله من اليمن، كان يسكن القفار والرمال، وأدرك حياة النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم ولم يره، سكن الكوفة، وشهد وقعة صفين مع علي، واستشهد فيها.. وروى هشام بن حسان، عن الحسن، قال: يخرج من النار بشفاعة أويس أكثر من ربيعة ومضر. (انظر: تاريخ الاسلام، 2 / 174 و 175)

نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست