وفي رواية: أنه ظن أن له فضلا على من دونه من أصحاب النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقال النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (إنما ينصر الله هذه
الأمة بضعيفها: بدعوتهم، وصلاتهم، وإخلاصهم)[1]
وقال a: (رب أشعث مدفوع بالأبواب لو
أقسم على الله لأبره)[2]
وجاء رجل إلى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقال: يا رسول الله،
والله إني لأحبك، فقال: (انظر ما تقول)، قال: والله إني لأحبك - ثلاث مرات - قال:
(إن كنت تحبني فأعد للفقر تجفافا، فإن الفقر أسرع إلى من يحبني من السيل إلى
منتهاه)[3]
وعن علي قال: إنا لجلوس مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم إذ طلع علينا مصعب بن عمير، ما عليه إلا بردة، مرقعة بفرو، فلما رآه رسول
الله a
بكى للذي كان فيه من النعمة،
والذي هو فيه اليوم، ثم قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (كيف بكم إذا غدا أحدكم في حلة، وراح في حلة أخرى، ووضعت بين يديه صحفة
ورفعت أخرى، وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة؟) قالوا: يا رسول الله، نحن يومئذ خير
منا اليوم، نكفى المؤنة، ونتفرغ للعبادة، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (بل أنتم اليوم خير منكم يومئذ)[4]
التفت ذو البجادين إلى زويمر، وقال: لقد أعطت هذه النصوص وغيرها للفقراء مكانة خاصة في
المجتمع الإسلامي وحفظتهم من تلك العقد النفسية التي يجدها الفقراء في المجتمعات
المنحطة..
لقد صار الصالحون يرددون: حبك الفقراء من أخلاق المرسلين، وإيثارك
مجالستهم من علامة الصالحين، وفرارك من صحبتهم من علامة المنافقين.