لا جناح عليكم أن تكونوا شيوعيين أو اشتراكيين.. فالشيوعية والاشتراكية
لها موقف مشرف من الفقراء خير بكثير من موقف الإسلام.. بل لا وجه للمقارنة بينهما
في ذلك.
وإن شئتم أن تلتحقوا بركب المسيحية.. فذلك شيء عظيم.. وهو لا يدل إلا على
أنكم قد وصلتم إلى القمة السامقة من قمم الوعي والتفكير السليم.
بعد هذا.. لا أطلب منكم أنا إلا شيئا واحدا أرجو أن لا تخذلوني، فترفضوه.
قالوا: اطلب ما تشاء..
قال: أنا لا أطلب منكم شيئا لنفسي.. بل أطلبه لكم.. أطلب منكم أن تحطموا
ذلك الصنم الذي سكن قلوبكم سنين طويلة.
قالوا: نحن نعبد الله.. ولا نعبد أي صنم.
قال: لا أقصد الله.. فالله يمكن أن تجدوه في كل الأديان.. ولكني أقصد صنم
ذلك القاسي الذي كان سببا في فقركم وجوعكم وألمكم.. أتعرفون من هو؟
قالوا جميعا بصوت ممتلئ بالضعف: من؟
قال الوكيل: محمد.. لا شك أنه محمد.. أليس محمد هو الذي جاء بالإسلام؟..
أليست تعاليم الإسلام هي التي ملأت حياتكم بالفقر والحاجة والألم؟
هنا تغيرت وجوه الفقراء، ودبت فيهم قوة عجيبة جعلتهم يقومون..