responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 214

كنت مفتوناً بحب المال والدنيا فكن مقراً أن الفضل والخير في الرضا بالبلغة ومجانبة الفضول، نعم وكن عن جمع المال مزرياً على نفسك معترفاً بإساءتك وجلا من الحساب، فذلك أنجى لك وأقرب إلى الفضل من طلب الحجج لجمع المال.. إخواني اعلموا أن دهر الصحابة كان المال فيه موجوداً وكانوا مع ذلك من أورع الناس وأزهدهم في المباح لهم، ونحن في دهر الحلال فيه مفقوداً وكيف لنا من الحلال مبلغ القوت وستر العورة. فأما جمع المال في دهرنا فأعاذنا الله وإياكم منه)

^^^

بعد أن تحدث زويمر بما تحدث به مما ذكرت لك بعضا منه، قام الوكيل بتوزيع الطعام على الفقراء، وقبل أن يوزعه عليهم خطب فيهم يقول: هلموا إلى الطعام الذي باركه المسيح.. وصنعته لكم يد هذه الحضارة.. فلا تنسوا أن تشكروهما.

ولا تنسوا أن تتأملوا المعاني العظيمة التي شرحها لكم حضرة الأب الفاضل..

أرجو أن لا تسيئوا فهمه.. فهو مع كونه رجلا كبيرا من رجال المسيحية إلا أنه لم يتفوه بلفظة واحدة يدعوكم فيها للمسيحية.. ذلك أن الإيمان بالمسيح يطلب نفوسا في غاية السمو والقداسة والترفع..

ولذلك هو لم يطلب منكم أن تكونوا مسيحيين، بل طلب منكم فقط شيئا واحدا هو أن لا تميلوا بكل قلوبهم لذلك القاسي الغليظ الذي كان سبب فقركم وحرمانكم وألمكم.

وبعد ذلك ولوا وجوهكم أي وجهة شئتم[1].. مما دلكم عليها الدليل، أو هداكم إليها


[1] ذكر الكثير من الباحثين عن صموئيل زويمر قوله في هذا المعنى مخاطبا إخوانه من المبشرين: (لقد أديتم الرسالة التي أنيطت بكم أحسن الأداء، ووفقتم لها أسمى التوفيق، وإن كان يخيل إلى أنه مع إتمامكم العمل على أكمل وجه، لم يفطن بعضكم إلى الغاية الأساسية منه، إني أقركم على أن الذين أدخلوا من المسلمين في حظيرة المسيحية لم يكونوا مسلمين حقيقيين، لقد كانوا، كما قلتم، أحد ثلاثة ؛ إما صغير لم يكن له من أهله من يعرّفه ما هو الإسلام، وإما رجل مستخفّ بالأديان لا يبغي غير الحصول على قوته، وقد اشتد به الفقر، وعزت عليه لقمة العيش، وإما آخر يبغي الوصول إلى غاية من الغايات الشخصية.. ولكن مهمة التبشير التي ندبتكم دول المسيحية للقيام بها في البلاد المحمدية ليست هي إدخال المسلمين في المسيحية، فإن في هذا هداية لهم وتكريما.. وإنما مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقا لا صلة له بالله، وبالتالي لا صلة تربطه بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها.. ولذلك تكونون أنتم بعملكم هذا طليعة الفتح الاستعماري في الممالك الإسلامية.. وهذا ما قمتم به خلال الأعوام المائة السالفة خير قيام.. وهذا ما أهنئكم وتهنئكم دول المسيحية والمسيحيون جميعا) (انظر: جذور البلاء، عبد الله التل، ط2 بيروت: المكتب الإسلامي، 1408 هـ - 1988م، ص 275)

نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست