وسأستعير في ذلك ما نزل من القرآن الكريم في غزوة من غزوات رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم تسمى (غزوة أحد) أصاب المسلمين فيها بعض ما يمكن أن يسمى هزيمة[1].. وكان من الممكن أن يضع ذلك المسلمين في
أجواء من الكآبة والحزن والإحباط.. ولكن الله تعالى برحمته أنقذهم من كل ذلك،
لينهضوا في فترة قصيرة جدا لإكمال ما عهد إليهم من رسالة، غير متأثرين بأي ألم أو
إحباط.
لقد نزلت آيات من القرآن الكريم تخاطب ذلك الجيل.. وتخاطب معه كل من وقع
في بلاء أو مصيبة.. وكان من ذلك الخطاب هذه المفاتيح العشرة.
قالوا: فما المفتاح الأول؟
قال: هو ما يشير إليه قوله تعالى، وهو يخاطب عباده المنكسرين نفسيًا من
آثار تلك الغزوة..:﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ
الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ (آل عمران: 139)
قالوا: فما في هذا من مفاتيح الأمل؟
قال: إن ما ذكرته الآية الكريم هو المفتاح الأول.. وهو مفتاح يرفع الروح
المعنوية للنفس بلفت نظرها إلى الجوانب الإيجابية في الفرد والأمة..
لقد كان ذلك الخطاب خطابًا واقعيًا، ولم يكن تحذيرًا لنفوسهم أو تسكينًا
مؤقتًا لآلامهم (تعالى الله عن ذلك)؛ فليس هناك شخص مركب من شر محض أو فشل محض أو
ضعف محض.. إن بكل إنسان جوانب قوة وجوانب ضعف.. ولابد من لفت نظر الإنسان المنكسر
نفسيًا إلى جوانب القوة الحقيقية فيه ليحسن توظيفها في التغلب على جوانب ضعفه..
يخاطب بهذا المعنى كل إنسان فقد مقومًا من مقومّات نجاحه في الحياة.. كمن
فقد مالاً
[1] ذكرنا في رسالة (النبي
المعصوم) النواحي الإيجابية الكثيرة المرتبطة بما حصل في غزوة أحد.