قام بعض المحبطين، وقال: لقد وعينا ما ذكرت.. ونعم ما ذكرت.. ولكنا نريد
أن تبين لنا المفاتيح التي تنفتح بها مغاليق الهمم من نفوسنا المكدرة بسموم اليأس.
سكت سهل، ثم قال[1]: لا شك أنكم تعلمون أن النفس الإنسانية تمر
بحالات شديدة التباين خلال مسيرتها في الحياة.. فبينما تشرق أحيانًا، ويملؤها
الطموح، ويدفعها الأمل لتحقيق لمعجزات.. تدهمها أمواج اليأس ـ في أحيان أخرى ـ فتنهزم
أمام المصائب والصعوبات والمخاوف..
ولا شك أنكم تعلمون أن من أخطر ما يهدد سلام النفس الإنسانية، ويقضي على
مقدراتها استسلامها للإحباط والهزيمة الداخلية.. واستشعارها أن شيئًا مما فسد لا
يمكن إصلاحه، وأن الأجدى ـ وقد انسكب اللبن ـ أن نعكف عليه باكين نادمين بدلاً من
القيام والبحث عن حل.
ولا شك أنكم تعلمون أن الشعور بالإحباط والهزيمة النفسية يقضي على أي أمل
للإصلاح.. فبدلاً من الكدّ في سبيل الخروج من الأزمة يكتفي المحبط بالعويل واعتبار
نفسه شهيد المصيبة! ومن ثم يعزو كل فشل لاحق إلى مصيبته التي وقع فيها ـ أو أوقع
نفسه ـ ومن ثم تُسلمه كل مصيبة وهزيمة إلى أختها أو أكبر منها!
قام الرجل، وقال: نحن لا نشك في كل ما ذكرت.. ولكنا نريد العلاج.. لقد
شخصت الداء، ونحن نطالبك أن تتفضل علينا بالعلاج.
قال سهل: ما دمتم قد سلمتم لكل ما ذكرت لكم.. فسأذكر لكم الآن عشرة
مفاتيح تنفتح بها المنافذ التي يسدها الشيطان في وجه الأمل..
وسأستعير هذه المفاتيح من فيض النور الأزلي كلام رب العالمين الذي شرح
الله به
[1] رجعنا
في هذا المطلب لمقال مهم بعنوان (المنهج
الإسلامي في علاج الهزيمة النفسية)