البدن.. وذلك متوافق تماما مع تلك التشريعات الغالية
التي شرعها النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم حين نهي عن النوم على البطن، بل عده
(ضجعة يبغضها الله ورسوله)[1].. وعندما أثبت الطب اليوم أن أفضل ضجعة
للنوم هي النوم على الجانب الأيمن لم يخرج في ذلك عما دعا إليه النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. مع العلم أن محمداً a لم يدرس التشريح.. بل لم يكن علم التشريح
في عهده a ليعرف تفصيلات كثيرة في الجسد لم تعرف
إلا حديثا، ومع ذلك فإن دعوته a تنسجم تماماً مع كل معطيات العلم الحديث.
وهكذا نجد في الشريعة الإسلامية منظومة كاملة تنظم
غريزة الجنس، وتضعها في إطار يفجر طاقاتها لمصلحة الجسد لا لتدميره:
لقد دعا النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم
إلى الزواج المبكر حين قال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم
يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)[2]، ودعا إلى اختيار الزوجة الصحيحة
السليمة، فقال: (تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس)[3]
ونظم أمور المعاشرة الزوجية، بحيث ضمن سلامة الزوجين
من الإصابة بعدد من الأمراض الجنسية، ووضع أسس صحة المرأة وعافيتها، فنهى عن
المواقعة قبل المداعبة، ونهى عن إتيان الزوجة في المحيض، وعن الإتيان في غير موضع
الحرث مما أثبت الطب الحديث مضاره ومفاسده وما يلحق به من أذى لكل من الزوجين.
وهل ينكر عاقل أو منصف من أطباء ما للانحرافات
الجنسية من أثر مفجع في انتشار الأمراض كالزهري والسيلان وغيرها، وهي أمراض يحتمي
منها المؤمن المطبق لقوله تعالى:﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا
(32)﴾ (الإسراء)؟